الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018

الجانب الآخر من الرواية - "هكذا انتقم صلاح من تشيلسي وتوج نفسه ملكاً لإنجلترا"






انطلقت الموهبة الفذة لللاعب المصري الكبير محمد صلاح منذ صباه حينما كان لاعبا ناشئا فى صفوف نادي المقاولون العرب، وهذا ما استمر عليه وطور من مستواه إلى نا لفت أنظار أندية أروبا اليه للتعاقد معه، وقد نجح نادي بازل السويسري فى تحقيق مبتغاه بالتعاقد مع النحم محمد صلاح.

وانتقل محمد صلاح إلى صفوف نادي بازل السويري فى موسم 2012 وقد لعب صلاح ما بازل لمدة موسمين استطاع فيهما من التفوق على ذاته وتطوير مهاراته وثبت نفسه فى التشكيل الأساسي للفريق وتمكن من لفت الآنظار اليه وتم اختياره من ضمن أفضل المواهب الشابة بالقارة العجوز فى ذلك الوقت مما أدى الى تهافت اندية أروبا عليه واقترب ليفربول من التعاقد مع صلاح.













ولكن مسار المفاوضات قد تحول كلياً بعدما تلقى صلاح مكالمة هاتفية أجراها جوزيه مورينيو المدير الفني لتشيلسي فى ذلك الوقت ليؤكد لمحمد صلاح أنه يريده ان يلعب للبلوز تشيلسي، وبالفعل انتقل صلاح فى يناير من عام 2014 للفريف اللندني، وقد بلغت قيمة انتقال صلاح للبلوز حوالى 11 مليون جنيه استرليني.

كان صلاح قد انتقل الى البلوز حالما بتحقيق انجاز لم يسبق للاعب عربي أو افريقي وكان قد توقع الجميع أن تنفجرموهبة الصاروخ محمد صلاح، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فقد جاءته الرياح بما لا تشتهي سفنه

كان صلاح يحلم بالتواجد قلا التشكيل الأساسي للفريق، ولكنه اصطدم بالواقع ووجد نفسه فى منافسة شرسة للغاية مع الكثير من الأسماء اللامعة فى الفريق أمثال هازراد وأوسكار، ويلان، اندريه شورله وراميرس، وهذه الأسماء جعلت من الصعوبة بمكان وجود فرصة لمشاركة صلاح بشكل مستمر، ولم يظهر صلاح فى أول أول ستة أشهر مع الفريق سوى فى 11 لقاء ما بين الدوري والكأس ولم يحرز سوى هدفين فقط.

ومما زاد من الأمر سوءاً أن تشيلسي كان قد تعاقد مع سيسك فابريجاس ودييجو كوستا فى صيف 2014، وبالتالي وجد مورينيو الخلطة المثالية له للحصول على الدوري والكأي، وبالطبع لم يكن صلاح حاضراً حيث لم يشارك سوى فى 8 مباريات فقط فى جميع المسابقات ولم يتمكن من احراز أى اهداف.

وكانت أصعب لحظات صلاح تلك التي شاهد خلالها رد فعل غير مألوف من مدربه بسبب الآداء السيء له خلال مباراة البلوز أمام برادفورد سيتي احد أندية الدرجة الأولى في مسابقة كأس الاتحاد، المباراة التي خسرها رجال البرتغالي 2-4، لتكون وكأنها لحظة النهاية له مع النادي، ويخرج مومو معاراً إلى فيورنتينا الايطالي شتاء 2015 لنسيان الفترة التي تعد الأسوأ خلال مسيرته الرياضية.



 هذا وقد عاد لاعبنا الكبير للتوهج مرة أخرى فى بلاد الرومان بقميص الفيولا "فيرونتينا"، وذلك بعدما تمكن من تسجل 9 أهداف وصناعة أربعة أهداف أخرى فى 26 مباراة لعبها من الفريق، وهو ما لفت اليه الأنظار مجددا وتحديدا فى الدوري الإيطالي "الكالتشيو"، وبالفعل استطاع محمد صلاح أن ينتقل إلى نادي العاصمة الإيطالية روما.
وقد انفجرت الموهبة الحقيقية لمحمد صلاح مع نادي ذئاب العاصمة الإيطالية، وكان قد انتصر فى تحديه لذاته وكأنه يرد على كل ما انتقدوه ووصفوه بالفاشل عندما خرج من الباب الضيق لفريق تشيلسي، وقد استطاع صلاح أن يسجل 34 هدفاً خلال موسم ونصف الموسم قضاها مع فريق روما، وهو الأمر الذي جعل ليفربول الإنجليزي يفكر فى التعاقد مع النجم المصري مجددا، وفى هذه المرة لم يفوت محمد صلاح الفرصة ووقع للنادي الإنجليزي ليعود مجددا إلى الدوري الإنجليزي من بابه الواسع وهو باب التألق وتسجيل الأهداف وصناعتها.

فقد استطاع صلاح فى موسمه الأول مع ليفربول من تسجيل 43 هدفاً فى مختلف المسابقات التى لعبها، محققاً رقماً إعجازياً للاعب يلعب موسمه الأول مع الفريق الإنجليزي، وقد سيطر صلاح من خلال هذا الموسم على كافة الجوائز الفردية الممكنة فى الدوري الإنجليزي، كما حصد جائزة أفضل لاهب فى إفريقيا، وتم ترشيحه لجائزة أفضل لاعب فى أروبا وأفضل لاعب فى العالم، محققاً إعجازاً قد يصعب عليه تحقيقه بعد ذلك.



وصرح السبشيال ون جوزيه مورينيو خلال المؤتمر الصحفي قبل لقاء الشياطين الحمر في مواجهة ليفربول عن صلاح، قائلاً: "لقد  كنت على ثقة في قدراته الكبيرة عندما كان معي في تشيلسي، وتحسنت خلال وجوده في إيطاليا، وأصبح أكثر نضجا وتحسن من الناحية البداية"
وأضاف "يحتاج اللاعبون إلى وقت للتكيف مع فرقهم الجديدة، والبعض منهم يبقى والبعض الآخر يفضل الانتقال إلى ناد آخر، وهو أمر طبيعي في كرة القدم".
في النهاية لم يصبر مورينيو أو تشيلسي على صلاح من أجل التأقلم وإثبات الذات، حيث يهتم المدير الفني بالأرقام والألقاب والتركيز على المجموعة التي يمكنها تأمين ذلك، ولكن صاحب الخامسة وعشرون عاما أثبت أنه جدير بالثقة التي يمنحها اياه الألماني يورجن كلوب مدربه حالياً، كما استطاع قيادة المنتخب المصري الظهور في روسيا الصيف القادم، بعد غياب 28 سنة عن نهائيات كأس العالم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق